جرائم الشرف سلسلة مستمرة من التساؤلات ....الجزء الأول.
أثارت الكثير من الجدل والنقاش حتى يومنا هذا.. قضية الشرف والجرائم التي ترتكب بهذا الدافع ولكنني قبل ان أتطرق الى الحديث عنه وعن المحاولات المستمرة لوضع تعاريف معينة للشرف أريد ان اطرح هذا السؤال على كل من يقرأ الموضوع :لماذا تقتل المرأة بدافع الشرف في حال خيانتها لزوجها (اذا لم تقتل تصبح منبوذة من قبل المجتمع ومصدر عار للأهل ) ولماذا يتغاضى المجتمع عن خيانة الزوج للزوجة أو حتى الزوجة نفسها تغض النظر عن هذه الجريمة التي تستوجب أيضا" القتل وفق قوانين الدفاع عن الشرف والكرامة ألأنه رجل ويحق له ما لا يحق للمرأة أم أن معاني الشرف والكرامة ترتبط فقط بالمرأة وليس للرجل أية علاقة بهذه المعاني السامية أوَ ليس عارا" للعائلة عندما يدنس الرجل قفصه الزوجي المقدس بأخس وأبشع الخيانات على وجه الأرض ؟؟؟؟إن العار عار سواء" كان مصدره رجل أم إمرأة ..!!
مرصد نساء سورية :نضال طويل ومطالبات مستمرة لإلغاء 548و192:لفتني اللقاء الذي أجرته مجلة صبايا مع السيد بسام القاضي مدير مرصد نساء
سورية الذي يتحدث عن جرائم الشرف وتعديل المادتان الخاصتان بها ولكن قبل الحديث عن اللقاء أود ان أعرفكم عن مضامين المادتان 548 و192 ((ففي الفقرة الثانية من المادة 548 تتحدث عن الريبة أو الشك وهذا الموضوع بالأساس مرتهن بالمادة 192الذي يضع حدا" أدنى للعقوبة سنتين وفي حال القتل فقط أي انه اذا لم تقتل الفتاة وأنقذت في اللحظة الأخيرة لسبب ما فلا يوجد عقوبة نهائيا" وهو بذلك لم يعد عذرا" مخففا" بل محلا")) والسؤال الأهم هنا هل هناك محاكمة في سورية تنتهي قبل سنتين ؟وهل هناك تحقيق في جريمة قتل تنتهي باقل من سنة؟؟؟
و عن الحوار الذي اجرته مجلة صبايا مع القاضي إذ يقول: <<أطلقنا حملة منذ أيلول 2005من أجل قانون الشرف وإلغاء المادة 548وشملت عددا" من المحافظات السورية وخلال الأربع سنوات التي عملنا فيها ركزنا على اكثر من محور :المحور الأول :هو تقديم معرفة حول ماهية جرائم الشرف :ماذا تعني ؟من أين جاءت هذه الكلمة ؟ما هو وضعها القانوني والديني والاجتماعي .المحور الثاني:كشف انفصال هذه الجرائم عن الأديان كون هناك فكرة عامة ورؤية من الخارج أن هذه الجرائم مرتبطة مع الأديان وخاصة الدين الإسلامي فعملنا على تبيان أن الأديان –وخاصة الإسلام –لا يؤيدون التخفيف أو الحد من العقوبة عند إرتكاب هذه الجرائم .المحور الثالث:
إبراز كل ما يترتب على هذه الجرائم من تدمير للمجتمع والاسرة ومن انتهاك اساسي لحق الدولة في القصاص وانتهاك حقوق المواطن والمواثيق الدولية وبالتالي مناهضتها على كافة المستويات والتي احداها المستوى القانوني والديني والثقافة الشعبية .والمفهوم الضيق للشرف واستغلال الكثيرين لهذا المفهوم لمآرب واغراض اخرى والعمل على دفع المؤسسات على كافة مستوياتها من اجل تبني وجهات نظر مناسبة فيها كعدم الوقوف الى جانب القتلى والبحث عن تبريرات لهم وأضاف القاضي ان < هذا العمل ادى في الشهر الثالث من العام 2008 الى عقد اول ملتقى حكومي لموضوع جرائم الشرف تحت اسم (الملتقى الوطني لجرائم الشرف الذي سنأتي على ذكرمجرياته في الجزء الثاني من سلسلة جرائم الشرف)فأن يصل الناس الى نقل الموضوع من مستوى الصمت المطبق خلال اقل من ثلاث سنوات الى مستوى ان يعقد له ملتقى خاص على مستوى الحكومة هو شيء جديد في سورية بالاساس وفي المنطقة نوعا" ما,ففي كل المنطقة لم يعقد ملتقى حكومي حول الموضوع >
ونوه القاضي بالخطوة المهمة والأخيرة <<هو التعديل بغض النظر عن موقفنا من التعديل ,فمجرد ان يصدر موسوم يتناول هذا الموضوع حصرا" هو اعتراف على مستوى سورية بان كل ما كنا نتحدث عنه صحيح وان المشكلة هي مشكلة حقيقية اسمها جرائم الشرف ولم يعد بالامكان دفنها تحت ستار الصمت وانها خطوة جيدة
في المعالجة وانجاز للمجتمع المدني السوري ومساعيه خلال السنوات الاربع الأخيرة >
وطالب القاضي ((بتطبيق كامل لتوصيات الملتقى الوطني لجرائم الشرف والتي تم الاتفاق عليها والذي يعني الغاء المادة 548والغاء المرسوم 37- الذي تم وضعه نيابة عن المادة 548كنوع من التعديل الشكلي في مضمونها-الغاء" تاما" بدون استبدال ووضع حظر على المادة 192بحيث لا يمكن استخدام العذر المخفف لهذه الجرائم لاقل من 15 سنة فجرائم القتل عقوبتها الاعدام ومع التخفيف يمكن ان تصل الى 15 سنة فقط وليس اقل من ذلك أبدا" وهو هدفنا الاستراتيجي..))
