مــــــــــــلتقى نــــــــساء الـــــــــــــــــــــعالم
مــــــــــــلتقى نــــــــساء الـــــــــــــــــــــعالم
مــــــــــــلتقى نــــــــساء الـــــــــــــــــــــعالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةملتقىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رابندرانات طاغور 1

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نسرين يوسف
مشرفة
نسرين يوسف


الجنس : انثى عدد المساهمات : 187
مستوا تقدم العضو : 11401
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/10/2009

رابندرانات طاغور 1 Empty
مُساهمةموضوع: رابندرانات طاغور 1   رابندرانات طاغور 1 Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2009 12:25 am

رابندرانات طاغور

في 6 مايس عام 1861 , في قصر جوروسكو الشامخ القائم في مدينة كلتكا رزق المهارش دارفندرانات طاغور سليل أسرة هندية عريقة في النبل وشرف النجار رزق صبياً هو أصغر اخواته السبعة فسماه رابندرا أي الشمس ,تيمناً بأنه سيشرق كالشمس وبأن الارض ستنعم ذات يوم بنوره الوضئ.

وكان أبوه أحد اعلام نحلة اليوبانيشاد الدينية التي تركت في الهند أثراص صوفياً بالغاً . وكان يفزع الى العزلة أحياناً لرتل أناشيده البرهمية بصوته الهادئ العذب .

وأبى القدر إلا أن يمتحنه وهو بعد فتى حين ماتت أمه الحبيبة وخلف موتها ألماً لا يمحي في نفسه وقد قص طاغور ذكرى وفاتها في هذه الكلمات الغميسة بالأسى: ( كنا قد أوينا ليلة وفاتها الى النوم . وقدمت في ساعة متأخرة خادم عجوز . وهي تنشج باكية وتردد: ايه يا اطفالي لقد فقدتم كل شي .

فأسكتتها زوج أخي وصرفتها لتجنبنا وقع الفاجعة ونحن في موهنِ من الليل . وكنت نصف يقظان واحسست بقلبي يذوي وينهار بين جنبي دون أن أعي على نحو ظاهر واضح ماذا جرى فلما انشق الفجر أدركت معنى الموت الذي كنت اسمع بخبره .

ولماخرجنا الى الشرفة رأينا أمنا مسجاة فوق سريرها ولم يكن مرآها يشي بأن الموت رهيب كان محياها عذباً وآمناً كما لو أنها خلدت الى نوم هنيء ولم يكن أي شي يبصرنا بالهوة السحيقة التي تفصل الموت عن الحياة .

وحين نقل نعشها وسعينا مع الموكب الحزين في الطريق المظللة بالشجر هصر قلبي ألم ممض وأنا أفكر في أن أمي لن تعود بعد الآن الى البيت .

وقد مضت الاعوام وظللت أذكر في أيام الربيع كلما تمشيت في الحديقة وداعب زهر الياسمين جبيني ظللت أذكر مداعبة أنامل أمي وهي تمس جبيني مساً رفيقاً مفكراً في أن الحنان الذي كان يحدو تلك الأنامل الساحرة يتجلى في نقاء زهر الياسمين وان ذاك الحنان مايزال باقياً لا ينفد ولا يفنى .

وفي الثانية والعشرين من عمره انتقت له اسرته زوجاً فتاة صغيرة لا تتجاوز سنها الثانية عشة هي مريناليني ديفي فاستجاب طاغور لرغبة الأسرة فقد كانت التقاليد في الهند تقسر الفتاة والفتى على الانصياع لإرادة الاسرة في اختيار رفيق الحياة .

على أن حياته الزوجية كانت رغيدة فقد محضته زوجه المحبة الصادقة وتذوقا معاً أفاويق السعادة وترادفت قصائده مشعشعة بالهناءة الغامرة :

لقد هلت الفرحة مسرعة من جميع أطراف الكون لتسوي جسمي

لقد قبلتها أشعة السماوات ثم قبلتها حتى استفاقت الى الحياة

إن ورد الصيف المولي سريعاً قد ترددت زفراته في أنفاسها

وغنت وسوسة المياه وهينمة الرياح في حركاتها

إن الألوان المتقدة من الغيوم والغابات قد انثالت الى حياتها

وداعبت موسيقا الأشياء كلها أعضاءها لتمنحها إهاب الجمال

إنها زوجي ....لقد أشعلت مصباحها في بيتي وأضاءت جنباته .

وزق طاغور ثلاثة اطفال أفعموا قلبه غبطة وبهجة بيد أن سعادته لم تدم طويلاً فإن كارثة عتية لم تلبث أن دهمته فقد ماتت زوجه وهي بعد في ميعة الصبا ولحق بها ابنه وابنته وابوه في فترات متتابعة متقاربة وخلفت هذه المصائب في نفسه جرحاً رغيباً وكادت تهده وتقضي به الى اليأس لولا إيمانه بأن الموت هو صفحة تطوى لتفتح صفحة خالدة أنضر وأحلى .

وعلى حافة سرير ابنه المريض المدنف نظم طاغور ديوانه الهلال مفتلذاً من قلبه الحزين المعنى قصائده الساذجة المؤسية .يقول طاغور :

إن عاصفة الموت التي اجتاحت داري فسلبتني زوجي واختطفت زهرة أولادي أضحت لي نعمة ورحمة فقد أشعرتني بنقصني وحفزتني على نشدان الكمال وألهمتني أن العالم لا يفتقد ما يضيع منه .

بيد أن حزنه الذي استبد بقلبه تسلل الى شعره فطبعه بطابع الأسى وانسابت الى جانب قصائده السابقة المفوفة بحب الحياة قصائد شفافة بحزن دفين ضمنها الى ديوانه الرائع جيتنجالي –قصائد مترعة بمعاني الموت .

يقول عنها الكاتب الفرنسي (أندره جيد ):ليس في الشعر العالمي كله ما يدانيها عمقاً وروعة ).

اصغ إليه يقول :

ايه أيها الموت يا منتهى حياتي الأسمى تعال واهمس في أذني .

يوماً بعد يوم سهرت في انتظارك من أجلك تذوقت هناءة الحياة وعانيت عذابها .

إن الكفن المسندل فوقي هو كفن التراب والموت وإنني لاكرهه ولكنني أشده وأجذبه في شغف ووجد .

وفي 8 آب 1941 وكان طاغور قد تخطى الثمانين مد الموت يده وقطف في هينة ورفقٍ روح الشاعر الإنساني العظيم وهو بين أفراد أسرته ورفاقه ورواده .

أنا أعلم أنه سيأتي يوم أضيع فيه الأرض عن ناظري .

إن الحياة تغادرني ,في صمت ,بعد أن تسدل على عيني الستار الأخير ,ومع هذا فإن النجوم ستتلامح ساهرة في الليل ,

وسيسفر الفجر كما أسفر أمس ,

وستمتلئ الساعات كما تمتلئ أمواج البحر حاملة اللذات والآلام .

ويقول في مكان اخر :

أي هدية تقدمها الى الموت يوم يقدم ليقرع بابك ؟

آه سأضع أمام زائري كأس حياتي المترعة ولن أدعه يعود فارغ اليدين .

كل قطوف كرومي العذبة من أيام خريفي وليالي صيفي .

كل حصاد حياتي الدؤوب وجناها سأضعه أمامه ,

حين ينتهي أجل أيامي يوم يقدم الموت ليقرع بابي .





وقد تأثر طاغور بالرمزية وعانقت ظلالها الغامضة بعض شعره .

كقصيدة الصدى .فتأبت معانيها الكامنة على التفسير وتعلل طاغور بإيثار الرمز انك لو استنشقت اريج زهرة وقلت :لا أفهم شيئاً .فالجواب يعني أنه ليس ثمة شي يتطلب الفهم فليس هناك سوى الأريج ,وكذلك الشعر المبهم الرمزي الذي تطرب له ولا ينقاد معناه لفهمك.

وكثيراً ما يعمد طاغور الى القصص والأساطير فيرويها شعراً ويرمز بها الى شي ويخلص منها الى فكرة مستجدة رائعة فما أحلى هذه القصة الشعرية :

لقد مضيت أستجدي من باب الى باب على طريق القرية ,

حين لاحت مركبتك الذهبية من بعيد , كأنها حلم رائع .

ورفت تعلاتي , فكنت أفكر في أن أيام بؤسي قد انقضت , وهأنذا أنتظر العطايا العفوية والخيرات المنثورة هنا وهناك على التراب.

وتوقفت المركبة ,حيث كنت أنتصب , وصافحتني نظرتك فنزلت وأنتِ تبتسم ,

وشعرت بأن حظ حياتي قد أقبل أخيراً .

ومددت فجأة يداك اليمنى وقلت لي :ماذا لديك من عطاء ؟

آه يا لعبثك الملكي وأنت تبسط راحتك الى المتسول لتستجدي منه .

وقد ارتبكت وحرتُ ,وتناولتُ في خفةٍ ,حبة قمح صغيرة من جرابي وأعطيتك إياها ,

ولكن كم كان عجبي كبيراً آخر النهار ,

حين وجدت , وأنا أفرغ جرابي على الأرض حبة صغيرة من الذهب بين كوم الحبات الحقيرة وبكيت أحر بكاء وتمنيت لو أوتيت الجرأة لأهب لك نفسي كلها .

وغاب طاغور ولكن اسمه يظل ينبوعاً من نور ومحبة وكأني به ما يزال حياً بين ظهرانينا يطل علينا طلة الشمس بجبينه الرحب ينفسح كالسماء بعينيه الوديعتين المتألقتين بابتسامته الحلوة تأوي الى شفتيه وكأني بشفتيه ترتلان هذه الكلمات التي لهج بها ذات يوم :

من أنت أيها القارئ , أنت الذي سوف تقرؤني بعد مائة عام ؟

ليس في مكنتي أن أبعث إليك بزهرة واحدة من الاكليل الربيعي ,

ولا بشعاع مذهب واحد من تلك السحب هناك .

افتح الأبواب وتأمل في المدى القصي .

واجنِ من حديقتك الزاهرة الذكرياتِ العاطرة الفاغرة من الزهر المصوح منذ مائة عام .

فقد يكون في ميسورك أن تشعر والسرور يملأ عطفيك ,

بالفرحة الحية التي تغنت ذات صباح ربيعي ,

مريقة صوتها الهنيء عبر مائة عام .

ولدي لكم مقتطفات من كتابات هذا الإنسان العظيم ولكن بعد أن تقرأ هذه السطور .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Nisreen mehho
عضو بلتيني نشيط
عضو بلتيني نشيط
Nisreen mehho


الجنس : انثى الابراج : الاسد الأبراج الصينية : النمر
عدد المساهمات : 923
مستوا تقدم العضو : 15568
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 02/08/1986
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 37

رابندرانات طاغور 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رابندرانات طاغور 1   رابندرانات طاغور 1 Emptyالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 11:44 am

وقد مضت الاعوام وظللت أذكر في أيام الربيع كلما
تمشيت في الحديقة وداعب زهر الياسمين جبيني ظللت أذكر مداعبة أنامل أمي
وهي تمس جبيني مساً رفيقاً مفكراً في أن الحنان الذي كان يحدو تلك الأنامل
الساحرة يتجلى في نقاء زهر الياسمين وان ذاك الحنان مايزال باقياً لا ينفد
ولا يفنى .
شاعر كبير بحضوره كان وسيظل كم احب شعره الذي له خصوصيته التي لا تشبه اية خصوصية اخرى
شكرا" نسورتي


عدل سابقا من قبل نسرين محو في الخميس ديسمبر 10, 2009 1:48 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسرين يوسف
مشرفة
نسرين يوسف


الجنس : انثى عدد المساهمات : 187
مستوا تقدم العضو : 11401
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/10/2009

رابندرانات طاغور 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رابندرانات طاغور 1   رابندرانات طاغور 1 Emptyالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:04 pm

هو كمان كان بحبك لو كان شافك يا عمري شاء تلاقي واحد احسن منو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
pelajin
الناطقة باسم الموقع
pelajin


الجنس : انثى الابراج : الاسد الأبراج الصينية : النمر
عدد المساهمات : 31
مستوا تقدم العضو : 10744
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 02/08/1986
تاريخ التسجيل : 07/10/2009
العمر : 37
العمل/الترفيه : الكتابة

رابندرانات طاغور 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رابندرانات طاغور 1   رابندرانات طاغور 1 Emptyالأربعاء ديسمبر 02, 2009 11:13 am

طاغور من اكبر الشعراء الذين يلامس شعرهم شغاف القلب وصميم الروح أشكرك عزيزتي على موضوعك عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رابندرانات طاغور 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ربندرانات طاغور 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــلتقى نــــــــساء الـــــــــــــــــــــعالم  :: أخبار النساء-
انتقل الى: