-إن لم تتكلم فسأتحمل في الحق صمتك وسأملأ به قلبي .
سأنتظر ساكناً في الليل المتلامحة النجوم ورأسي حانٍ مطرق .
سيقبل الفجر بلا ريب وستنقشع الظلمة وسيسيل صوتك في رعشات مذهبة تنسرب عبر السماء .
حينذاك ستتسق كلماتك في أغنيات حول أي عش من أعشاشي وتتشقق أغنياتك زهوراً في جميع منعطفات غاباتي .
-يا حياة حياتي سأحاول دوماً أن احتفظ بجسدي نقياً عالماً بأن لمستك الحية تستروح الغفوَ فوق اعضائي كلها .
سأحاول أن اجعل أفكاري بمنجى من أي زيف عالماً بأنك انت الحقيقة التي توقظ نور الحق في فكري .
سأحاول أن أقضي دوماً الشرور من قلبي وان ادع حبي مفوفاً بالزهر عالماً بأنك تسكن في المذبح الخفي من قلبي .
وسأجهد في أن اجلوك في اعمالي عالماً بأن قدرتك هي التي تمنحني القوة في العمل .
-أي قدرة جعلتني اتفتح على ذلك السر الوسيع مثل برعم الغاب الذي يتفتح عند منتصف الليل .
وحين صافح النور عيني في الصباح شعرت بأنني لست غريباً عن الأرض وان ذلك المغلق المجهول الذي لا شكل له ولا اسم كان يضمني بين ذراعيه بادياً في اهاب أمي .
وكذلك ,عندما يحين الموت فإن المجهول ينحسر أمامي كأنني أعرفه منذ الأزل ولأنني أكلف بالحياة فسأكلف بالموت أيضاً .
أن الطفل يبكي حين تنحيه أمه عن ثديها الأيمن ولكنه يجد في اللحظة التالية سلواه في ثديها الأيسر .