 «أودُّ أن أتناول وجبة جاهزة من مطعم الوجبات السريعة اليوم على الغداء». لا يعدُّ هذا «التصريح» غريباً على الأهل، حيث سمعوه مراراً من أطفالهم الذين يودُّون دائماً تناول الأطعمة التي تروق لهم، بغضِّ النظر إن كانت صحية أم لا. ومن المؤكَّد أنَّ الأهل لن يحرموا أطفالهم من الأطعمة التي يحبُّونها. ولكن، كثيراً ما يقع الأهل في حيرة الاختيار؛ فأيُّ نوع من الغذاء يمكن أن يعدَّ أكثر صحة للطفل، خاصة عند دخول مطاعم الوجبات الجاهزة؛ فهل من الأفضل أن يختار الطفل سندويشة الهامبرغر أم الهوت دوغ؟.
وبعيداً عن الوجبات السريعة، هناك العديد من الخيارات
التي قد تحيِّر الأهل؛ فأيّها يمكن فعلاً أن يكون صحياً أكثر للطفل؛
الدجاج المقلي أم أصابع السمك المقلية؟.
يسعى
الأهل دائماً إلى المحافظة على صحة أطفالهم واختيار الأطعمة المفيدة لهم،
والتي تساعد على نموهم بالشكل السليم الذي يضمن لهم حياة صحية وسليمة.
إذ يعلم جميعنا أنَّ الحياة الصحية والسليمة تبدأ منذ سنيِّ الطفولة؛ فالعادات الغذائية السليمة تبدأ منذ هذه الفترة من العمر.
ومن المعروف أيضاً أنَّ الطعام المتناول في الصغر يساعد على تأسيس جسم قادر على مواجهة الحياة بصحة وسعادة.
وكثيراً ما نجد العديد من الأهل في حيرة؛ فأيُّ نوع من الأطعمة يمكن أن
يختاروا لأطفالهم، خاصة أنهم وسط العديد من الخيارات التي تبدو مفيدة
وصحية؟.
قام الخبراء بتحديد بعض الأنواع من الأطعمة، وأيّ منها يمكن أن يعدَّ أكثر صحة بالنسبة إلى الأطفال.
عصير البرتقال أم عصير التفاح؟
أيُّ هذين النوعين من العصير يمكن أن يعدَّ أكثر صحة بالنسبة إلى الطفل؟.
عندما تتمُّ المقارنة ما بين التفاح والبرتقال، فإنَّ البرتقال- بحسب خبراء التغذية- يمكن أن يعدَّ أكثر صحة للأطفال.
إذ يمكن لثماني أونصات من عصير البرتقال الطبيعي مئة في المئة أن توفِّر
للطفل ضعف الكمية الموصى بها من الفيتامين C للأطفال في اليوم ما بين سن
ّالثانية من العمر والثالثة عشرة.
كما أنَّ عصير البرتقال الطبيعي يحتوي على ضعف كمية الفيتامين C مقارنة بتلك الموجودة في عصير التفاح.
وحتى إن شرب طفلك نصف كوب من عصير البرتقال؛ أي أربع أونصات فقط، فإنه يحصل على الكمية الضرورية من هذا الفيتامين في اليوم.
لكن تذكَّر
في حال أردت أن تحصل على أفضل فائدة صحية ممكنة من الفواكه، فإنَّ تناولها يعدُّ أفضل من شرب عصيرها.
الهامبرغر أم الهوت دوغ (النقانق)؟
هل أنت متوجِّه إلى مطعم الوجبات السريعة بعد أن تعب طفلك من طلب ذلك؟.
إن كنت تودُّ أن يأكل طفلك الوجبة الأكثر صحة، فإنه من الأفضل أن تختار له الهامبرغر، وليس النقانق المقلية.
ويقول خبراء التغذية، إنَّ الهامبرغر يحتوي على كمية أقل من الدهون المشبعة من تلك الموجودة في النقانق المقلية.
كما أنَّ الهامبرغر يحتوي على كمية جيدة من الفيتامين B الذي يعزِّز مناعة الطفل ويقوِّي جهازه العصبي.
إلى ذلك، يعدُّ الهامبرغر مصدراً غنياً للبروتين، حيث توفِّر ثلاث أونصات
من لحم البقر اللين والخالي من الدهون ثمانية عشر غراماً من البروتين.
لكن تذكَّر
إنَّ تحضير سندويشة الهامبرغر في المنزل يعدُّ أكثر صحة من شرائها جاهزة من المطعم.
إذ تكون قادراً على التأكُّد من أنَّ سندويشة اللحم التي يتناولها طفلك لا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون.
قطع الدجاج المقلية أم أصابع السمك المقلية؟
تحتوي أصابع السمك على أحماض الأوميغا 3 التي لا تحتوي عليها أبداً قطع الدجاج المقلية.
ويقول خبراء التغذية، إنَّ الطفل يكون بحاجة إلى هذه الأحماض؛ حيث تضمن له نموَّاً سليماً وتعزِّز قدراته الذهنية.
إذ تعدُّ أحماض الأوميغا 3 ضرورية للنمو الإدراكي للطفل والنمو العصبي لديه.
إلى ذلك، تساعد هذه الأحماض على التخفيف من احتمال الإصابة بالربو والأكزيما والحساسية.
ولأنَّ العديد من الأطفال قد لا يفضِّلون تناول السمك المطهو، فإنه يمكن أن تقدِّم لهم أصابع السمك المقلية.
لكن تذكَّر
تعدُّ المواد المقلية كالسمك والدجاج غنية بالدهون، ولذلك فإنه يجب عدم الإفراط في تناولها.
البيتزا الجاهزة أم سندويشة الجبنة المسخنة؟
على الرغم من أنَّ البيتزا الجاهزة من المطعم قد تبدو وجبة صحية للطفل، إلا أنَّ سندويشة الجبنة المسخَّنة تعدُّ أكثر صحة.
إذ تعدُّ الجبنة مصدراً غنياً بمعدن الكالسيوم والبروتين.
وعلى الرغم من أنَّ البيتزا تحتوي على الجبنة، إلا أنها تأتي جاهزة من
المطعم من دون معرفة كمية الدهون التي تحتويها؛ خاصة وأنك لا تستطيع
التأكد من أنَّ اللحوم التي تحتويها قليلة الدهون.
ولا يمكن أن ننسى أنَّ البيتزا هي عبارة عن معجنات؛ أي يفضَّل عدم الإكثار منها لتُجنِّب طفلك الإصابة بالسمنة.
في حين أنَّ سندويشة الجبنة تحتوي على نسب أقل من الدهون، ولا تحتوي على العجين.
لكن تذكَّر
في حال أعددت البيتزا في المنزل، فإنك تكون على علم بنوع اللحوم المضافة إليها وكمية الدهون.
هذا وإنك تكون قادراً على إضافة المكونات الغنية بالفيتامينات، كإضافة
الكمية المناسبة من البندورة وغيرها من الخضروات المفيدة كالفليفلة.
الجزر أم البازلاء؟
على الرغم من أنَّ البازلاء تعدُّ خياراً إيجابياً، إلا أنَّ الجزر يعدُّ أكثر صحة.
وذلك كون الجزر يتميَّز بقيمة غذائية أكبر مقارنة بالبازلاء.
ويقول خبراء التغذية، إنَّ الجزر يحتوي على كمية أكبر من المواد المضادة
للتأكسد، بالإضافة إلى أنه غني بالبيتا كاروتين الذي يحوِّله الجسم إلى
فيتامين Aـ والذي يعدُّ أساسياً لتقوية حاسة البصر لدى الأطفال.
هذا وإنَّ الفيتامين A يعدُّ ضرورياً أيضاً لتقوية جهاز المناعة والمحافظة على خلايا الجسم والأغشية الدموية.
لكن تذكَّر
على الرغم من تفوُّق الجزر على البازلاء، إلا أنَّ ذلك لا يعني أنها فقيرة بالمواد المغذية.
بل تحتوي البازلاء على الألياف والفوليك التي تساعد على محاربة أمراض القلب والسرطان.
وليس من الضروري أن تنزعج من تفضيل طفلك البازيلاء على الجزر؛ إذ يمكن أن
تضيف الخضروات التي لا يحبُّها طفلك بكمية قليلة إلى نظامه الغذائي، ومن
ثم تزيد هذه الكمية تدريجياً.
| 
