المدير ذو الخبرة القليلة.. الملاحقة الدائمة.. كيف نواجه التحديات «الحساسة» في العمل؟

تحديات عديدة يمكن أن تواجهنا في مجالنا المهني وكثيراً ما قد نشعر برغبة في ترك العمل و«الرحيل» بعيداً عن التوتر والضغوط.
ولكن، وبما أننا وبشكل طبيعي نمتلك الرغبة في تحقيق النجاح المهني ولدى كل شخص منا نسبة طبيعية من الطموح تدفعه إلى العمل؛ فإننا غالباً ما نرغب ضمنياً في مواجهتها.
إلا أن هناك بعض التحديات التي نقف أمامها في حيرة فكيف يمكن أن نواجهها من دون أن ندعها تؤثر وبشكل سلبي في مشوارنا المهني؟.

يعلم جميعنا أن مسألة المحافظة على الوظيفة التي نشغلها لا يمكن أن تعدّ مسألة سهلة أبداً ولكن في حال واجهتنا التحديات «الصعبة» إلى حدٍّ ما كيف يمكن لنا أن نواجهها؟.
يقول الخبراء، إنه في حال أردنا فعلاً تحقيق النجاح في مجالنا المهني، فإنه من الضروري أن نثق بقدراتنا.
ففي حال لم نكن قادرين على التفكير وبإيجابية في أننا قادرون على تجاوز هذه التحديات في المجال المهني، فإنه من المؤكد أننا سنفشل.
ويؤكد الخبراء أن النجاح المهني لا يقف فقط على خبرات المرء في المجال الذي يعمل ضمنه، بل إن جزءاً كبيراً من القدرة على مواجهة التحديات يقوم على التفكير الإيجابي.
وأوضحوا أن «نظرتنا» إلى الأمر هي التي تحدد ما إن كنا قادرين على المواجهة بنجاح أم لا.
وقام الخبراء بتحديد بعض التحديات التي يمكن أن تواجه أي شخص منا في المجال المهني والطريقة الأفضل في مواجهتها.

التحدي الأول
المدير المسؤول عنك مباشرة في العمل لا يتمتع بالخبرة المناسبة، ما يؤثر في عملك
في كثير من الأحيان يمكن أن يصل زميلك إلى مرتبة أعلى منك في العمل، ويكون هو المسؤول المباشر عنك؛ خاصة في حال اضطر المدير العام إلى تعيينه ريثما يجد الشخص الكفء لملء المكان الشاغر في الوقت الحالي.
ويقول الخبراء، إنه وفي بعض الأحيان يمكن أن يضطر المدير لتعيين أحد الأشخاص كمدير مسؤول، على الرغم من أن هذا الشخص قد لا يتمتع بالمهارات القيادية الضرورية.
ويمكن أن يتعرض أي شخص منا لمثل هذا الموقف فكيف يمكن أن يتصرف، بحيث لا يفسد علاقته مع المدير المسؤول، ومن دون أن يدع لمثل هذا الموقف أن يؤثر في عمله؟.
على الرغم من أن المدير المسؤول يمكن أن يكون قليل الخبرة وقد يبدو لك بالتالي «سهل» التعامل، إلا أن قلة الخبرة كثيراً ما تتركك في حالة من عدم النظام والضياع.
كيف نتعامل مع الموقف؟
لا يعتبر هذا الموقف من المواقف السهلة، كما أنه يعتبر فعلاً من التحديات «الحساسة» التي يمكن أن تواجهنا في المجال المهني.
وهنا ينصح الخبراء أن لا نتعامل بعدوانية مع الطرف الآخر، وهو الشخص المسؤول في هذا الموقف.
ويكون من الأفضل أن نحاول وضع أنفسنا في مكان الشخص المسؤول نفسه.
وعلى الرغم من أننا يمكن أن نجد مسألة تولي الإدارة مسألة بسيطة إلى حدٍّ ما، إلا أنه من الضروري أن لا نستسهل الأمر.
كما أن الشخص الذي تولى الإدارة وهو لا يملك الخبرة الكافية لن يكون مرتاحاً تماماً للموقف.
إذ لا تكمن المشكلة فقط في كونه «قفز» وبشكل مفاجئ بعد فترة خبرة بسيطة للغاية في مجاله المهني إلى مرتبة مهنية أعلى، بل إن عليه أيضاً تحمّل الضغوط والأعباء الجديدة.
كما أن على هذا الشخص أيضاً تحمّل ضغوط المدير العام والعمل على إثبات جدارته في هذا المنصب «الفضفاض» إلى حدٍّ ما عليه.
وفي الوقت نفسه، عليه تحمل أعباء الموظفين المسؤول عنهم، وبالتالي فإن موقفه ليس سهلاً هو الآخر.
وينصح الخبراء هنا أن تحدد موعداً مع هذا الشخص وتجلس معه، وتتحدث في أمور العمل، ويمكن لهذا التحدث أن يزيل التوتر بينكما.
ولا يقصد الخبراء في هذه الحالة أن تحاول «إفهامه» بشكل أو بآخر بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية.
كما أنهم لا يقصدون أيضاً أن تركز على فكرة أنك الأفضل في المكتب بل إنه من الضروري أن توصل له فكرة أنك مقدر مدى الضغط الذي يمر به في هذه الفترة.
ويمكن أن تخبره أن مصلحة الشركة تهمك في الدرجة الأولى، وأنك تود للشركة التي تعمل فيها أن تحقق النجاح، وأنك تمتلك بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعده.
كما أنه من الضروري أن تركز على طرح الأمور التي تزعجك في العمل والتي تؤثر على عملك بشكل مباشر.
إذ يقول الخبراء إنه من الضروري أن تركز على الأمور التي تزعجك ولا تتردد في أن تبدأ حديثك عن نفسك وتجنب البدء بـ «أنت كذا وفعلت كذا».
أي أنه من الأفضل أن تبدأ القول «أنا أرى أن عملي ..» وبهذه الطريقة تكون قد أكدت على العمل الذي أنت مسؤول عنه.
ويمكن لهذا الأسلوب بشكل عام أن يضعك في موقف «المساعد» وليس في موقف المنافسة؛ فأنت بذلك تظهر له أنك مستعد للتعاون لأجل مصلحة الشركة التي تعمل ضمنها.
كما أن الحلول التي ستخرجان بها من المؤكد أن تفيدكما في المجال المهني. ويؤكد الخبراء، أنه يمكن أن يراك كـ»حليف» له وبالتالي، فإن جو العمل يصبح أكثر إيجابية وبذلك تتحسن وتيرة العمل ويصبح أكثر جودة عندما تكونان على نفس الجانب.

التحدي الثاني
اتصال المدير والزملاء بك حتى أثناء وجودك في المنزل وخارج أوقات العمل
على الرغم من أن المدير عندما يتصل بك هو أو زملاؤك في العمل لا يكونون على الأغلب يتصلون «لتمضية الوقت» بل يكونون مضطرين لمعرفة أمر ما يتعلق بالعمل؛ إلا أن الأمر يمكن أن يكون مزعجاً في بعض الأحيان.
وقد تشعر أحياناً بأنك ما زلت في العمل، على الرغم من أنك تحاول الاسترخاء في المنزل بعيداً عن ضغوط العمل والتوتر المرتبط به.
يقول الخبراء، إنه ورغم فائدة التكنولوجيا الحديثة كالهاتف النقال والبريد الالكتروني في تسهيل عملية التواصل وتسهيل وتيرة العمل إلا أنه قد يكون لها آثار سلبية علينا.
ففي حال أصبحت على تواصل مع العمل، حتى في ساعات الفراغ والاسترخاء وبشكل متواصل، فإنه من الضروري أن تعرف كيف تواجه هذا التحدي بحكمة.
كيف نتعامل مع الموقف؟
يقول الخبراء، إنه من الضروري أولاً أن لا تقوم بتصفح بريدك الالكتروني بشكل متواصل أثناء الإجازة، ويكفي أن تتصفح لمرة واحدة في اليوم؛ إلا في حال كان هناك حالة ضرورية وقد أشار لك المدير إليها.