انفلونزا الظهور

كان الأب يقول لابنه :

أنت الأذكى والأشطر في صفك وبين إخوتك
وإنت - ما شاء الله عليك - يا ولد بتلقطها على الطاير
نفخ في عقله الصغير ، ولم يترك له مساحة ولو صغيرة
في أن يرى بغيره ما يراه في نفسه

ورافقته كلمات أبيه حتى شبابه
فلم يرى أيضا من هو أذكى وأقدر منه
وقع في كذبة أبيه
وفشل ثانية وثالثة ورابعة

لماذا لا نتحمل أن نرى غيرنا ينجح ؟؟!!
ولا نرضى إلا أن نكون نحن فقط محط أنظار الآخرين

لماذا مزمارنا هو الوحيد الذي يطرب ؟؟
ونحن لا نعرف التخت الشرقي من تخت غرفة النوم

لماذا نكره ثقافة المنافسة ؟؟!!
وقد تعبت يدانا واحمرت اصابعنا
من التصفيق والهتاف للمنافسة الشريفة

نحن كالفراشات اللتي يغريها الضوء
تبدأ بالرقص والاستعراض حتى تموت محترقة
تموت وتحترق وهي لا تعلم أن من جذبها قتلها

هكذا تتخرج أجيال وأجيال محملة بوزر تربيتها
فتنشأ على تقديس ذاتها والحفر تحت أقدام الآخرين
لأنها لا تملك قدرة المنافسة معهم

كل ما نحصده في كبرنا
زرع في طفولتنا بذوراً من الأنانية
وورماً كاذباً للشخصية اللتي تتكون ملامحها الأولى

نعم نعم نعم
نحن الأكثر شطارة في الطفولة !!
والأكثر وسامة في الشباب !!
والأكثر حضوراً في الرجولة !!
والأكثر سخافة في الحقيقة ...

المنافسة عنوان صغير لإنجازات كبيرة
ذلك التنافس الذي يعطي الإنجازات
ويحطم الأرقام الرياضية والاقتصادية والعالمية

أرقامنا اللتي نحطمها هي
حب الظهور المرضي
الحديث على الموبايل
عدد رسائل sms
وفي شهر العسل الأغر

ركزوا معي قليلاً:
في إحصاء عن أفضل 500 جامعة في العالم
لم تكن بينها جامعة من جامعاتنا ولا في بلد عربي
لم تتفشكل هذه الإحصائية بجامعة ترفع رأسنا

غريبة هذه الشخصية المركبة
ابتدأت بالخطأ في تربية الطفولة
وانتهت بكارثة بما أثمرت

تلك الشخصية الأنانية المرسومة بأقلام من الفحم
ولا يوجد فيها أي لون معروف من الألوان المؤهلة للمنافسة الشريفة
لأنها لا تملك عناصرها أصلاً

فيبقى واحدنا لا يرى إلا نفسه
وبيقى يكسر في مجاديف أخيه
فيعلو صراخنا حتى ونحن نغرق
بأن مزمارنا فقط هو الذي يطرب

عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) :
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

ملاحظة :صدقوني أني لم أقصد شخصاً بعينه , ولكنها مشكلة برأيي وتكلمت عنها بزاوية خاصة , وهي إحدى الأخطاء غير المقصودة من الأهل في تربية الطفل( أنت أفضل شخص على الاطلاق ويجب أن تتفوق على إخوتك وعلى أولاد عمومتك وأصدقائك) , وهدف الأهل من وراء هذا أن يتفوق ابنهم , ولكن لا يعرفون أن هذه الكلمات تنشئ حقداً دفيناً تجاه تفوق الآخرين يكبر ويكبر.
للطفل عالمه الخاص ويجب الاهتمام به وتنشئته تنشئة صحيحة على الأخوة والمحبة والإخلاص .

وصدقوني أن معنى الحديث السابق خطير وخطير جداً

نحن كالفراشة التي تحوم حول نور نهايتها
هكذا علمونا يا عزيزي ولكن إن كان ما تعلمناه خطأ" فلماذا إذا" لا نسعى لتصحيح هذا الخطأ
بالفعل تعبنا من التصفيق والهتاف للمنافسة الشريفة ونحن أنفسنا لا نعرف ماهية المنافسة الحقيقة التي ترتقي بنا الى المستويات اللائقة بنا
تحياتي عبد

بحييك من ألبي وبتمنى منك المزيد من مواضيعك القيمة تقبل مروري ...سلامات انفلونزا الظهور Herz

وتقبل مروري ايضا انه موضوع قيم جدا يا اخي عبد المعطي ويسلمو ايديك عنجد نحن هي بنربي اولادنا انو انت الافضل وانت الاشطر بس ....
لا اعرف ماذا اكتب لانو اذا كتبنا بدنا بحر وسما لحتى نوفي جزء من الموضوع والحل كما قلت انا نحب لاخينا ما نحبوه لنفسنا بس وين يلي بدو يعلم هيك في بس كتير قلائل وتقبل مروري مرة اخرة

احبتي شكرا لأرائكم القيمة التي اغنت فكري

وأكنت بتمنى كل طبقات المجتمع يكون الها نفس طريقة التفكير

لانه كنا بألف خير

بس رأي و صوت وفعل رح بتحولوا لواقع

تحياااتي لكم

» قصة قصيرة المرأة في عصر الظهور
» النشرة ُ التثقيفيه و التوعويه لمرض انفلونزا الخنازير - h1n1 -