اجعل عملية التسوق متعة ادخله الى المطبخ

يعلم جميعنا أن مسألة تناول الطعام «الصحي» يمكن أن تكون صعبة بالنسبة إلى الأطفال، كونهم يفضلون تناول المواد الغذائية الحلوة والمصنّعة.
ولكن هل هذا يعني أن ندع أطفالنا يتناولون المواد الغذائية الفقيرة بالفيتامينات والمعادن، كونهم سيكبرون وسيتناولون الأطعمة الصحية والسليمة؟.
من الضروري أن يبدأ الطفل ومنذ الآن تبني العادات الغذائية الصحية، بحيث يستطيع النمو بصحة جيدة وقوية.
كيف يمكن لنا أن نساعد أطفالنا على اكتساب عادات غذائية صحية منذ الآن؟.

لا يعدّ «إدخال» العادات الغذائية السليمة إلى نظام الطفل الغذائي من الأمور السهلة والبسيطة.
إذ يميل معظم الأطفال إلى تناول المواد الغذائية «غير الصحية» كالأغذية المصنعة والمعلبة والأطعمة المليئة بالسكر والدهون.
إلا أن مسألة مساعدة الطفل على تبني عادات غذائية صحية تعتبر من مسؤولية الأهل. فالطفل لن يضمن مستقبلاً صحياً وبنية سليمة، ما لم يبدأ منذ الصغر بتبني العادات الغذائية الصحيحة.
ويقول الخبراء، إن الأهل يمكنهم أن يشكلوا «نظرة» أطفالهم تجاه الطعام؛ ويشكلوا أيضاً أسلوب هؤلاء الأطفال في أخذ الخيار الأفضل.
ولكن كيف يمكن للأهل أن يساعدوا أطفالهم على تبني عادات غذائية صحية؟

اصطحبهم معك إلى التسوق
في حال أردت أن تساعد أطفالك على تبني عادات غذائية سليمة، فإنه من الضروري أن تركز على أسلوبهم في أخذ الخيار السليم.
ويقول الخبراء، إن الطفل لن يكون على علم بأي المواد الغذائية صحية أكثر، في حال لم يجد من يرشده ومن يمكن أن يكون أفضل من الأهل في إرشاده إلى الخيار السليم؟.
ولكي تُري طفلك الخيارات الغذائية الصحية، حاول أن تشتري المأكولات الغذائية الطازجة وابتعد قدر الإمكان عن المواد الغذائية المصنّعة.
ويمكن أن تحول عملية اختيار المواد الغذائية السليمة إلى ممتعة بالنسبة إلى الأطفال من خلال جعلهم يختارون ألواناً متعددة من الخضار والفواكه.
وفي هذه الحالة، يمكن أن تجعل طفلك يفكر في الأغذية الصحية التي ستشترونها والتي تحمل اللون الأحمر، ومن ثم اللون الأخضر أو الأصفر على سبيل المثال.

أدخلهم إلى المطبخ ودعهم يشاركونك الطهي
يمكن أن يرى بعض الأهل أن مسألة مشاركة الطفل في طهي الطعام هي من الأمور التي تثير الكثير من المشاكل.
ولكن يقول الخبراء، إن مشاركة الطفل في إعداد الطعام تعتبر من الأمور الإيجابية للغاية والتي يمكن أن تنمي العديد من المهارات لدى الطفل.
كما أن دخول الطفل إلى المطبخ والمشاركة في تحضير الأطعمة الصحية، يمكن أن يساعده على تبني عادات غذائية سليمة.
ومن خلال تعرف الطفل إلى الطعام الصحي واستمتاعه بتحضير الطعام، فإنه يصبح أكثر حماسة لتناول هذه الأطعمة الصحية.
وللتقليل قدر الإمكان من المشاكل في المطبخ، وجعل المسألة تكون أكثر حماسة وبهجة، يمكن أن توزع المهام على الأطفال بحسب أعمارهم.
وفي حين لا يكون باستطاعة الطفل في عمر الرابعة تقطيع الخضار الملونة، يمكنه أن ينزع أوراق الخسة بعد أن يتم تنظيفها، أو يمكن له أن يقطع الخبز بيديه دون الاستعانة بسكين.
كما يمكن للطفل ما بين تسع وعشر سنوات أن يحضر المواد الغذائية المخصصة للطبخ وأن يحرك المواد ويخلطها قبل وضعها على النار أو داخل الفرن على سبيل المثال.

لا تشدد على الكمية التي يتناولها
ليس من السهل أن نعرف سلفاً إن كان الطفل سيحب تناول نوع معين من الطعام أم لا.
كما أنه ليس من السهل أن نعرف إن كان سيتناول طبقه كله أم أنه سيترك شيئاً منه.
وسواء تناول طفلك طبقه كله أم لا، فإنه من الخطأ أن توبخه وتهدده على تصرفه هذا.
ويقول الخبراء، إن الطفل يمكن أن يتناول كل شيء موجود في طبقه، في حين قد لا يتناول في اليوم التالي سوى القليل من طعامه ويؤكد لك أنه قد شبع.
وتعتبر هذه الحالة طبيعية تماماً بالنسبة إلى الأطفال، خاصة الأطفال الذين هم دون الخامسة من العمر.
ومن الضروري للغاية أن لا يشعر الأهل طفلهم بأنه «سيئ» وأنه اقترف ذنباً وخيماً يجب المعاقبة عليه في حال لم يقم بإكمال طبقه بأكمله.
إذ يؤكد الخبراء أن تصرف الأهل هذا يمكن أن يبعد الطفل عن تناول الأطعمة الصحية والذي يمكن أن يدفعه إلى تناول الأطعمة غير الصحية المليئة بالسكريات والدهون.
ويمكن لإصرار الأهل على تناول طفلهم المواد الغذائية الصحية أن يدفعهم إلى تجنب هذه الأنواع.
وفي حال لم يأكل طفلك سوى كمية قليلة، فإنه يمكن أن يطلب الطعام بعد فترة عندما يجوع مجدداً.

شجعه على تناول الوجبات الخفيفة بحكمة
حتى وإن قدمت لطفلك وجبة الغداء التي يحبها للغاية، فإنه لن يأكل منها الكثير في حال تناول وجبة خفيفة قبل وقت تقديم وجبة الغداء، فهو لن يكون جائعاً.
ولذلك، حاول أن تقدم الوجبات الخفيفة للطفل قبل ساعة على الأقل من تقديم وجبة الغداء.
وبهذه الطريقة تضمن أنه سيتناول الوجبة المقدمة إليه على الغداء.
كما أنه من الضروري أن تشجع طفلك على اختيار الوجبات الخفيفة الصحية كتقديم شرائح التفاح أو أي نوع آخر من الفواكه أو الخضار كالجزر على سبيل المثال.
وتذكر أن أسلوب التقديم يمكن أن يؤدي دوراً مهماً في حماسة الطفل لتناول هذه الأطعمة الصحية.
كما أن الاعتماد على ألوانها اللافتة يمكن أن يشجعهم على تناولها.

لا تمنع دخول المواد «غير الصحية» إلى المنزل
على الرغم من أن المواد الغذائية «غير الصحية» والمليئة بالدهون والسكريات وتلك المعلبة يمكن أن لا تكون صحية للطفل، إلا أنه من الخطأ أن تمنعه نهائياً من تناولها.
وتذكّر أن الطفل في حال منع من رؤيتها وتناولها في المنزل، فإنه يمكن أن يراها ويجربها عند أصدقائه أو في المدرسة. وفي هذه الحالة يمكن له أن يفرط في تناولها.
ويمكن أن تقدم لطفلك «أفضل» الأنواع من هذه الأطعمة غير الصحية بين الفترة والأخرى.
وفي حال أراد طفلك تناول شيء حلو، حاول أن تعرّفه إلى الخيارات الصحية كالفواكه المجففة.