ليس من الأمور المستحيلة.. كيف تكسب ثقة المدير وتترك عنده انطباعا

من الطبيعي أن نسعى لتقديم الانطباع الإيجابي عن أنفسنا في مجالات الحياة كافة، إذ يعلم جميعنا مدى أهمية الانطباع الإيجابي، وتأثيره في صورتنا بشكل عام أمام الآخرين، وقدرته على مساعدتنا في تحقيق أهدافنا في هذه الحياة.
ولكن كيف يمكن لنا أن نترك الانطباع الإيجابي عن أنفسنا لدى مديرنا في العمل؟.

على الرغم من أنّ مسألة ترك انطباع إيجابي عن نفسك لا تكون سهلة، إلا أنها قد تبدو «أصعب» إلى حدٍّ ما عندما يتعلق الأمر بالمدير العام.
من الضروري أن تعطي صورة إيجابية عن نفسك ضمن بيئة العمل أمام الزملاء.
كما أنّه من الضروري أيضاً أن تكون صورتك التي ترسمها جيدة أمام المدير.
ويقول الخبراء إنّ قدرتك على تحقيق الأهداف في العمل لا تعزّز إلا في حال ضمّت الانطباع الإيجابي عن نفسك أمام مديرك في العمل.
فلا تتوقع أن تكون قادراً على الوصول إلى أهدافك المهنية إن كانت صورتك أمام المدير العام «متدهورة» وسلبية، كما تمنعك الصورة غير «السليمة» لك أمام مديرك من الحصول على الترقيات في المهنة.
وقام الخبراء بتحديد الأمور التي تساعدك في ترك الانطباع الإيجابي أمام مديرك في العمل.

انتبه من «التمارض»
في حال أردت أن «تفسد» صورتك أمام المدير يمكنك أن تلتزم بحجة المرض دائماً لتتغيّب عن العمل، على الرغم من أنّ الإجازات المرضية من الإجازات الشرعية، التي تعتبر من حقوق الموظف، إلا أنّه من الخطأ أن يعتمد عليها الشخص ليتسنّى له الحصول على عدّة إجازات خلال العام.
إذ يعتبر التمارض من أكثر الأمور التي تؤثر سلباً في صورتك أمام المدير العام.
ويقول الخبراء إنّ أهم السمات التي يجب أن يراها المدير فيك هي الإحساس بالمسؤولية إلى جانب الشعور بالانتماء إلى المكان الذي تعمل ضمنه، ولذلك حاول أن تطالب بالإجازة المرضية فقط عندما تكون بحاجة إليها فعلاً، وتأكد من أنّ المدير لن يجبرك على المجيء إلى العمل، وهو على علم بمرضك، فالموظف المريض لن يكون قادراً على إنجاز العمل بكفاءة، كما أنه يمكن أن ينقل العدوى إلى باقي زملائه في المكتب.
تجنّب النقاش في المواضيع غير «الصحيحة» مع المدير
في حال أردت أن تكسب ثقة المدير، وأن تترك لديه انطباعاً إيجابياً، فإنّه من الضروري أن تنتبه إلى المواضيع التي تطرحها أمام المدير، إلى جانب الانتباه إلى أسلوب كلامك.
ويقول الخبراء إنّ تجنّب المواضيع غير الملائمة أثناء حديثك مع المدير لن يرسم لك انطباعاً جيداً أمامه فقط، بل إنّه يمنعه أيضاً من رسم انطباعٍ سيّئ عنك.
وعلى الرغم من أنّ المدير غالباً ما يكون مستعداً لسماع آرائك، إلا أنّه من الخطأ أن تدخل معه في نقاشات حول مواضيع لن تفيد العمل أبداً.
ويقول الخبراء إنّه من الأفضل ألا تدخل في نقاشات حول أمور شخصية للغاية، لا يكون من المفترض أن تُدخِلَ مديرك العام فيها.
كما أنّه من الخطأ أن تناقش في الأمور الجدلية، والتي تعلم سلفاً أنّك ومديرك في العمل لن تصلا إلى نقطة اتفاق حولها، ولاسيّما أنّها لا تمسّ العمل أبداً، وبالتالي لن تفيد في تطويره.

ملابسك هي «الأدوات» التي ترسم الانطباع الذي تتركه
لكي تبني صورة إيجابية عن نفسك أمام المدير في العمل، ركّز على شكلك الخارجي؛ إذ تعتبر ملابسك، في حال كانت غير ملائمة، من الأمور «الخطرة» للغاية، والقادرة على أن تترك انطباعاً سلبياً عنك.
ويمكن أن تتخيّل أنّك «تؤدي» دوراً معيناً في العمل، وبالتالي تخيّل الملابس الأنسب لدور الموظف في الشركة، والتزم بها.
وفي حال كنت تودّ لعب دور الموظف النشيط والطموح، والذي يسعى للارتقاء بالسلم الوظيفي، ارتدِ الملابس التي تناسب هذا «الدور».

واجه أخطاءك ولا «تختبئ»
من بين أهمّ الأمور، التي تساعد في رسم صورة إيجابية عنك أمام المدير العام، عدم «اختبائك» وراء أخطائك.
في حين تعدّ الأخطاء من الأمور «المحتومة»، التي يكون من المتعذّر تجنّبها مئة في المئة، إلا أنّ عدم مواجهتها يعدّ أمراً قابلاً للتجنّب، فبما أنّنا نعمل ضمن وتيرة العمل «المتجدّدة»، وبما أننا بشر في النهاية، فإنّه من الطبيعي أن نقع أحياناً عرضةً لارتكاب الخطأ.
ولذلك فإنّه من الضروري أن تواجه أخطاءك بشجاعة أمام مديرك العام، وأن تتحمّل مسؤوليته، وتسعى لإيجاد الحلّ المناسب له.
وعلى الرغم من أن المدير لن يكون «مسروراً» بالخطأ الذي ارتكبته، إلا أن اعترافك بالخطأ، ومحاولة تصحيحه، يمكن أن يساعدا في رسم صورة أكثر إيجابية عنك بشكل عام.
ففي حال لم تقم أبداً بالاعتراف بالخطأ، فإنّ المدير حتماً سيكون على علم بالأمر، وبهذه الحالة يمكن أن تتأثّر صورتك بشكل سلبي للغاية أمامه.
كما أنه لن يكون قادراً، بالتالي، على تسليمك مهمات أخرى، ويمكن أن تقلّ ثقته بك.

واجه الأزمات بحكمة
لا يوجد أيّ مكان عملٍ يمكن أن يكون «محمياً» تماماً من الأزمات.
تساعد الأزمات في تقوية مكان الشركة وموقعها ضمن بيئة العمل التنافسية مع باقي الشركات في حال استطاع أفرادها مواجهة الأزمة بنجاح.
ويقول الخبراء إنّه في حال أردت أن تكون صورتك أمام المدير إيجابية فعلاً، فإنّه من الضروري أن تعرف تماماً كيف تواجه مثل هذه المواقف.
فعندما تقع الأمور غير المتوقعة بشكل مفاجئ، مَنْ الذي يمكن أن يترك انطباعاً جيداً لدى المدير؟ هل هو الموظف الذي يقف مكتوف الأيدي من دون أن يفعل أيّ شيء، أم الموظف الذي يقوم بأخذ الخطوات المفيدة؟.
من الطبيعي أن يعجب المدير بقدرات الموظف الذي يكون قادراً أثناء الأزمات على أن يتحرّك بحكمة، وفي الوقت نفسه يتحرك بسرعة وبفعالية.