مجرد أفكار وأسئلة..

مجرد أفكار وأسئلة ..
ايتها الروح العابقة برائحة الحزن ومذاق الحلم المستحيل لمن كل هذا الحنين في عينيكِ ولما كل هذا الألم الذي يعتريكِ منذ أن غاب ذاك الذي كان يدعى حبا" خارقا" للطبيعة .. حبا" بحجم هذا الحزن الذي يلفكِ الآن ,بحجم وحدة الشتاء ..ماذا تنتظرين من تلك الأفق البعيدة وراء الشمس أتراها ستعود به يوما" ..أتراها ستوخز هواجس حزنك وخوفك روحه؟؟..مع كل فجر تنسجين من الألم رداء" يلف روحكِ المثقلة بملامحه..وتلملمين من غيابه بقايا قلب لم يعد يشعر بذاته كي تحتمي من وحشة الوحدة ..لماذا رحل؟؟ تسألين نفسكِ وأنتي تخافين من الجواب الذي يتكرر دائما" و بشكل عفوي في ذاكرتك ..أتراه يعشق إمراة اخرى بعد أن خلقت له من حبكِ قصورا" من الوفاء والاخلاص وجعلتي من عينيكِ أسوارا" تحيط بروحه التي لم تفارق جسدكِ لحظة" واحدة" .. تحتضين تلك الآلة الموسيقية التي كانت تجمعكما بعد كل فراق وتسألين أوتارها مرة اخرى بكبرياء أتراها ستعود به هذه المرة ايضا" تلك الآلة التي باتت بصمتها تشبهك وبإنتظارها لأصابع تعزفها باتت تشبه إنتظارك لأمان نشلته أصابع القدر من روحك ..تسألين وتسألين ...تلفين نفسك بشريط من الأسئلة شبه المستحيلة ويتتالى خوفك يوما" بعد يومٍ وتزداد حيرتك ورويدا" رويدا" تنضب كمية الفرح التي تحتل قلبك ولا تشعرين بعدها سوى بلهيب شوق يحرقك على مهل لتزداد مساحة وحدتكِ ويزداد عمركِ سؤالا" آخر وفكرة أخرى تراودك وسط ألغام ثلاثية غامضة تدور بكِ في دوامة لا نهاية لها .. الحياة ..الحب ..الحلم ..تلملمين كل هواجسك التي تصيبكِ بحالة هستيرية وتخبئينها في وعاء إسمه الحياة ..حياتكِ التي اضمحلت في أعماقك عندما انتهت أصابع الزمن من عزف سمفونية جميلة على أوتار قلبك فأصبحتِ كغيمة حزينة وسط السماء تبحثين عن أرض خصبة تمطرين عليها ألما",تلقين بين أحضانها كل لحظات تعبكِ لتثمر فيها احلامكِ العقيمة ومن وسط السماء يتلألأ لكِ من بعيد شعاع يشبه بنوره الأمل ينير أزقة أفكارك فتنتعش ذاكرتك من جديد ..يبتسم وجهك وأنتي تستنشقين رائحة لذيذة تنبثق من نافذة غرفتك مع قليل من رائحة الخبز المحمص والقهوة الصباحية ..تنهضين من سريرك الذي شهد عراكا" متعبا" مع حلم بات يراودك للمرة الألف .. فتركضين نحو الرائحة التي تأسرك بسحرها تاركة كل أسئلتكِ وأفكاركِ في مخبئها السري في أعماق أعماق ذاكرتكِ لتبقى مجرد أفكارٍ وأسئلة..وانت تكتفين بعناق ذلك الخيال في روحك بابتسامة ترجو عودته من الوهم والخيال الى الواقع والحقيقة ...