من زاوية حجرتي....ياتي الى مسمعي همس بعيد...يفجر في اعماقي دكريات منحوتة على جدرانها....
فتنتابني قشعريرة تحت لحافي وغطائي الوثير..
الانتظار مرير.....يا لطول ليلي الشتائي القارس...ويالوحشة غرفتي بدونه...
ياتي الى مسمعي طرق على باب البيت....فاندفع ثائرة على فراشي...حافية القدمين....مسرعة...مضطربة الانفاس....
لقد عاد....فافتحه على ريح قوية باردةمن رياح ايلول...لطمتني..فتمايلت مترنحة...والزمهرير يلفني..وتنساب من عيني دمعة خرساء...
جثوت على ركبتي..وحشرجة البكاء تسد كل نبض من اوداجي....
مادا اقول له ان عاد.....وهل حقا سيعود........
خارت قواي ...وخانتني قدماي...وغزت اوصال جسمي رعدة مزقت عروقي.....
اختنقت العبارات في حلقي...وضاقت علي الغرفة بما رحبت...
وادا بصوت مجلجل يعبر السكون ...كانه نسيم عليل ...يدحر كل هوام الليل..وياتي على النفوس المكدورة ..
فيغشيها سكينة وامنا..انه هو......لقد عاد.....