حالتنا الصحية ..كيف تتأثر بفشل علاقاتنا العاطفية؟

قد يكون «القول»، في كثير من الأحيان، أسهل بكثير من «الفعل»، إلا أنه من الضروري، ومهما بدا الأمر صعباً، أن نعرف تماماً أنه من الضروري مواجهة فشل علاقاتنا العاطفية، أو مواجهة فشل الشراكة الزوجية بشجاعة.
إذ لا يكون لفشل الشراكة الزوجية أو العلاقة العاطفية أثره السلبي على الحالة النفسية فقط، بل إنَّ الأثر السلبي يمكن أن يمتدَّ أيضاً للصحة الفيزيولوجية بشكل عام.

يمكن أن لا يخطر في بال العديد منا أنَّ لفشل العلاقات العاطفية أو فشل الشراكة الزوجية أثره السلبي على صحتنا.
إذ لا تترك هذه الحالة السلبية أثرها فقط على مشاعرنا «المحطّمة»، ففي حال لم نواجهها تمتدُّ حتى إلى حالتنا الصحية بشكل عام.
ومن الأفضل هنا أن نواجه الحقيقة دون محاولة التظاهر بعدم الاكتراث؛ فلا يمكن لأيِّ أحد منا مهما بدا قوياً من الداخل ألا يتأثَّر ولو بشكل بسيط جراء إنهاء علاقة عاطفية كان يعيشها.
ومهما كانت الأسباب التي أدَّت إلى الانفصال وانتهاء العلاقة، فإنه لا يوجد أي إنسان يمكن ألا يتضايق أبداً في هذه الفترة.
ويجد الكثير منا صعوبة في نسيان هذه العلاقة، كما نجد صعوبة أيضاً في متابعة حياتنا، محاولين أن ننسى الألم الذي سبَّبته.
ولكن، الحياة يجب أن تستمرَّ، فإما أن تستمرَّ وأنت تشعر بالتعاسة واليأس وينعكس ذلك على صحتك العامة؛ وإما أن تستمرَّ الحياة وأنت تشعر بالحرية، كونك متحرِّراً تماماً من قيود الماضي، وأن تبقى في ذهنك النواحي الإيجابية فقط من العلاقة أو الشراكة الزوجية.
وقام الخبراء بتحديد «الإشارات» التي يجب الانتباه إليها عند نهاية العلاقة العاطفية أو الشراكة الزوجية ومعرفة مواجهتها لكي تعود إلى حياتك الطبيعية وتستمتع بالحياة مجدَّداً.
الإشارة: الشعور بوخز في البطن
السبب: إنَّ الشعور بالفشل، وخاصة الفشل في إنجاح العلاقة العاطفية أو الفشل في المحافظة على الشراكة الزوجية، لا يمكن أن يعدَّ حالة بسيطة أبداً.
إلا أنَّ الجسم يجب أن يكون قادراً على مواجهة هذه الحالة بشجاعة، خاصة وأنها ليست النهاية، فالحياة مستمرَّة سواء كنا راضين أم لا.
ويقول الخبراء، إنَّ حالة الفشل العاطفي يمكن أن تنشِّط جانباً معيناً في الدماغ، وهو المسؤول عن الألم الفيزيولوجي في الجسم؛ كالشعور بحالة ألم في البطن.
وكلما شعر المرء بأنه «مرفوض» من قبل الطرف الآخر، كلما ازداد نشاط هذا الجانب في الدماغ، ويسجِّله بالتالي الدماغ على أنه ألم فيزيولوجي يعاني منه الجسم وبالتالي يمكن أن يشعر بآلام في البطن.

ماذا تفعل؟
من الضروري في هذه الحالة أن لا تعاني بصمت أبداً، ويمكن أن تفصح عما تعاني منه لأشخاص قريبين منك، كأحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء المقربين.
إذ يمكن لتحويل المشاعر السلبية إلى كلام أن يساعد على تخفيف نشاط هذا الجانب في الدماغ وبالتالي تجنب نفسك الآلام.
كما أنَّ تمضية المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين نحب، كالأصدقاء، يمكن أن تساعد الدماغ على إفراز مادة الأوبيوديز، وهي مادة تساعد على تهدئة الأعصاب والشعور بالراحة النفسية.

الإشارة: الشعور وكأنك مصاب بالبرد والأنفلونزا
السبب: عندما ينشغل الشخص بالتفكير في علاقته العاطفية أو الزوجية الفاشلة، فإنَّ نسبة هرمون الإجهاد النفسي سرعان ما تزداد لديه.
وبالتالي، ووفقاً لما تقوله الدكتورة جانيس جلاسر، الاختصاصية في مجال علم النفس والبروفيسور في جامعة Ohio State University في الولايات المتحدة؛ فإنَّ جهاز المناعة لدى هذا الشخص يصبح غير منتظم إلى حدٍّ ما.
كما بيَّنت الدراسات أنَّ جهاز المناعة لدى الأشخاص المطلَّقين حديثاً يكون أضعف مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون حياة عاطفية سعيدة، خاصة في حال كان هؤلاء الأشخاص يفكِّرون كثيراً في علاقتهم الفاشلة.
وبالتالي، فإنَّ هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بالرشح والأنفلونزا.

ماذا تفعل؟
من بين أهم الأمور التي يجب أن تقوم بها، إلى جانب محاولة عدم التفكير في العلاقة العاطفية الفاشلة التي مررت بها، أن تساعد جهاز المناعة لديك وتقوِّيه.
وهنا، فإنَّ أول نصيحة يقدِّمها الخبراء هي محاولة الحصول على كفايتك من النوم، حيث إنَّ النوم المتقطع أثناء الليل يمكن أن يضعف جهاز المناعة.
كما أنه من الضروري أن تغسل يديك جيداً وتتناول الأطعمة الصحية التي تعطيك الدعم اللازم كالفيتامينات والمعادن الأساسية.