أبو حلب ... أهلاوي حكماً

أبو حلب ... أهلاوي حكماً
أن تسكن في حلب الشهباء وتشرب ماءها وتعايش أهلها وتنطق أول حروف لهجتها يعني أنك أصبحت حلبياً سواء كنت حلبياً أم لم تكن وسيصبح اسمك »أبو حلب« شئت أم أبيت، وهذا لا يحصل في أي مدينة أخرى،
فأنا لم أسمع بشخص يطلق عليه أبو شام أو أبو حمص أو أبو لاذقيه ولكنك ستسمع حكماً بأبو حلب وأهلين أبو حلب وإجا أبو حلب،
طبعاً أنا أبو حلب، كما كان يناديني أقربائي في حمص، وأيضاً أصدقائي وزملائي في الوسط الفني، وكل من يعرفني يبادرني شلونك أبو حلب
ومن له علاقة بالشأن الرياضي يتبع عبارة أبو حلب بعبارة شلونو الأهلي أو أنت أهلاوي أبو حلب مو هيك..

هكذا هي الأمور كل حلبي هو أبو حلب وأهلاوي حكماً إلى أن يثبت العكس،
وحتى مع أحلك أيام الاتحاد سواداً وتراجعاً لم تتغير هذه المعادلة ولن تتغير وسيبقى القادم من حلب أهلاوي بنظر الآخرين، أما داخل حلب فكل حلبي أهلاوي إلا إذا كان خارجاً عن المنطق وعرف العائلة ويحب الأذى والمشاكسة والمعارضة،

وكثيراً ما تسمع أحدهم يقول كل عيلتنا أهلاوية ماعدا أخوي عبدو طالع عرباوي الله يصلحو،
وإن أتينا للأرقام والإحصائيات والمشاهدات فأكثر من ثلاثة أرباع الحلبية أهلاويون والربع الباقي يناصر بقية الأندية وهم أهلاويون عندما يلعب الاتحاد مع أي فريق من خارج المحافظة،
ومع ذلك ومع هذه الشعبية الجارفة لازال الاتحاد يتخبط إدارياً منذ سنوات ومازال النادي يعاني من أبنائه أولاً الذين يتذابحون للوصول إلى كرسي الحكم في القلعة الحمراء ولا تفرق معهم إن كانوا أهلاً لهذا المنصب أو لا، وفور استلام منصبهم يبعدون كل شخص لم يخرج من عباءتهم، أما من فشل في هبش كرسي الحكم في الانتخابات فلا يدخر جهداً لتسخير كل طاقاته لتفشيل الفائزين فيبدأ في نشر الإشاعات وتقليب اللاعبين وتجييش الأقلام الإلكترونية لتهديم كل ما تقوم به الإدارة أما جمهور الاتحاد فينظرون إليه على أنه دجاجة تبيض ذهباً،
مجنون بحب النادي وأي نتيجة جيدة كفيلة بإسكاتها،
أما مسؤولو الرياضة في حلب فضاعوا بين الإدارة والمعارضة..
الإدارة ترمي كل الأمور على الدعم المادي
والمعارضة تدعي أن معها الدعم ولكن لن تنز وتدفع إلا إذا خرجت الإدارة،
ولكن الحقيقة المرة أن الاتحاد يحتاج لداعمين مثقفين خبراء بالإدارة لا خبراء في تبديد استثمارات الاتحاد،
داعمين يدفعون بغير حساب ولكن في المكان الصحيح وليس للفشخرة، داعمين لهم نظرة إدارية صحيحة يقدمون مصلحة النادي على مصلحتهم الشخصية..

أما الحقيقة الأمر حالياً هي أن لا أحد من الطرفين إدارة ومعارضة يستحق أن يقود نادياً اسمه الاتحاد

وجمهوره عندما تسأله من تشجع يقول لك أنا أهلاوي والحمد لله.

بقلم الفنان سامر كاسوحة