المصدر: موسوعة ويكيبيديا العاليمة
عشتار(1)
اصحاب السيوف البتارة اقتحموا التاريخ اقتحاما وكتبوا مايريدون فملأوا
التاريخ ضجيجا وشطبوا ما لا يريدون. ومن التاريخ المخملي المخضب بالحناء والمطيب
بالعطر والاريج حوائيات اقتحمن التاريخ اقتحاما بانثويتهن منهن (سميراميس) و
(بلقيس) و (شهرزاد) و (افروديت) و (نفرتيتي) ثم (عشتار)، كانت آلهة الامومة العظمى عند البابليين كالآلهة (اينانا) آلهة
الخصب والحب والحرب، ثم حل اسم َ(عشتار) آلهة لاهم الآلهات في الشرق الاوسط وغرب
آسيا. أخر حديثنا ممن اقتحمن التاريخ عشتار
كانت من الانثيات في اسمائهن رنين على الافئدة، يشرحن القلوب، (عشتار)
ملأت التاريخ عطرا الشابة الممتلئة قواما والصدر المتحدي والخدَّين الرائقين
والعينين ذوات الرموش القواتل التي (تحيي القلوب وهي رميم) مع اريحها الأخّاذ،
امتلكت سموالروح والحنان نحوالشيوخ والأطفال وبنات جنسها. بحضورها يكتمل الكمال
وبابتسامتها تطمأن النفوس عندما ترتاد الحقول تتفجَّر الينابيع بالماءالسلسبيل
فيزداد الخصب فتُزهر الأرض بالسنابل والازهار والورود. في حضارتنا كانت (عشتار) او
(عينانا) وحبيها (تموز) او(دموزي). جزء لا يتجزأ وان كانت قصتها وردت كاسطورة في ديانات
وادي الرافدين الشهيرة الذي ورد كـ (ميزوبوتاميا
MESOPOTAMIA). (عشتار) ذات
الحسن والجمال هام بها شعراء ذاك الزمان فخلّدوها بأعذب القوافي. كما عشقها
الأدباء فكتبوا عنها أروع نصوصهم الملحميَّة بالخط المسماري. ولم يكن لهم من وسائل
غير المدورات الطينية المفخورة والتماثيل الناطقة بالحب اما المغنون والموسيقيون
فاظافوا على جمالها على أوتار العود ونفحات الناي اغاني التي رقص لها ابناء وبنات
وادي الرافدين.
(عشتار) إلاهة الخصب
والحبّ والجمال والكمال برزت في سومر قبل أكثر من 6.000 عام، حيث ازهرت بها
الأختام الأسطوانية المكتوبة بالخط المسماري وعلى المنحوتات، وهي النجمة الثامنة
تشير إلى كوكب الزهرة ألمع الكواكب. سمّاها السومريون (عينانا). وهي في أساطيرهم ابنة اللإله (سين) إله القمر. وأمها الإلهة (ننكال)،
وأخوها الإله (أوتو) إلاه الشمس، وأختها الإلهة (إيرشيكال) إلهة العالم السفلي
عالم الأموات. و (عشتار) أعظم الآلهات وأعلاهن مكانة. عبدوها للمرة الاولى حيث نشأت في (سومر) حيث كانت من أهمّ المراكز
الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة. انتقلت
عبادتها إلى حضارات وادي الرافدين التالية المتعاقبة كالأكديين الذين اطلقوا عليها
اسم (عشتار ووصل امرها الى جنوب الجزيرة العربية الذين أطلقواعليها اسم (عثار أو
عطار) والكنعانيين والعبرانيين الذين سمّوها (عاشرا أو عشتروت) وجاء ذكرها (أستر) في
التوراة والإغريق الذين جعلوها (إفروديت)، والرومان جعلوها (فينوس).
استمر اسم (عشتار) سائدا بديلا لـ (عينانا) لدى الأكديين والبابليين والآشوريين
بعد ان سيطروا على ارض سومر قبل عام 1750 ق.م. لانهم الوارثون لحضارة سومر
.