بقلم الأستاذة:هديل عرجة..
طفلة
على تلك الورقة البيضاء رسمت زورقا" صغيرا" وضعت فيه اناسا" مبتسمين من مختلف الأعمار والأعراق ولونتهم بأزهى ألوان الحياة .ربما لم تعبر تلك الخربشة عن الملامح الحقيقية لهؤلاء الناس ,لكنها عكست بتفاصيلها نفسا" صافية ونظرة بريئة ترسم الأشياء من حولها كما تراها خالية من أي شوائب قد يفرضها تقدم العمر وبعيدة كا البعد عم أي فكرة سيئة عن الناس من حولها قد تغزو ذهنها مع إتساع خبرتها بتفاصيل الحياة وتعمقها بدهاليزها وخفاياها...
كانت الورقة بيضاء ناصعة كوجه تلك الطفلة التي لا تتجاوز أحلامها بمفهوم السعادة حدود الحصول على لعبتها وقبلة من والديها....
وقبل أن تنطفئ شمعة عامها الرابع ..مزق ذئب تلك الورقة إربا" إربا" كما مزًق جسدها ونهش عظامها ,مزق بمخاله برعم الورد قبل ان يتفتح ,أي أحلام لم تولد بعد ولو بأدنى مستوى من حياة سليمة ستحياها لو بقيت لها فرصة لحياة .وأي أمل بان تكون أما" يوما" ما تغني لطفلها كي ينام كما كانت بالأمس تحلم وهي تغني للعبتها...
هذه قصة من قصص كثيرة مؤلمة منها ما يتلاشى مع الظلام خوفا" من العار , ومنها ما يندثر تحت التراب ظنا" انه الحل الأمثل للحفاظ على الشرف ,ومنها ما يخرج الى دائرة الضوء ليصرخ عاليا" مستنجدا" علًهذه الأصوات تستطيع أن تثأر وتحمي البراءة من أن تشوه دون سابق إنذار من فاجر جاهل لا يرحم ,يتخفى في الظلام يبحث عن ضحية قد تكون هي اليوم تلعب قربنا ...
تلك ليست حادثة اغتصاب فحسب ,بل اغتيال حقيقي للإنسانية جمعاء بتشويه أسمى معانيها ...الطفولة..