في حال خيانتك الزوجية ..لماذا يجب الاعتراف للشريك؟؟

لا أحد منّا يمكن أن يحتمل الخيانة؛ فمن الصعب أن تعرف

أنَّ صديقك قد خانك أو «غدر» بك لأسباب قد تكون غير منطقية من وجهة نظرك.
وعلى الرغم من صعوبة هذا الموقف، إلا أنه يمكن أن يكون «محتملاً» إذا ما قورن مع الخيانة الزوجية؛ إذ إنه من الصعوبة فعلاً أن يسمع الشخص أن شريكه الذي سلّمه «حياته» وكامل ثقته قد خان هذه الثقة.
ولكن لماذا يكون من الضروري أن يعترف الشخص لشريكه بأنه قد أخطأ بحقه وخانه؟..

يعلم جميعنا تماماً أنَّ الاعتراف بالخطأ أمرٌ يعتبر ضرورة لكي نحافظ على علاقاتنا الاجتماعية ونحسن من عملية التواصل مع الآخرين؛ إذ إنَّ الإنسان في النهاية ليس معصوماً عن الخطأ بالمطلق، وهو معرّض لأن يقع فريسة الخطأ في أيّ وقت.
وبالتالي فإنَّ الاعتراف بالخطأ والشعور بالذنب وتحمّل مسؤولية الخطأ يمكن أن يساعد على «ترميم» العلاقة مع الطرف الآخر.
ويقول الخبراء: في حال أخطأت بحقّ شريكك وخنته فعلاً، فإنَّ الحلَّ الأفضل يكون بالاعتراف لهذا الشريك بما فعلت.
ولكن ما هي الأسباب التي تؤكد ضرورة الاعتراف للشريك بأنه قد تمَّت خيانته؛ من وجهة نظر الخبراء النفسيين؟..

السبب الأول للاعتراف:

لأنَّ الشعور بالذنب يكون «قاتلاً»
لا يمكن أن يعتبر أبداً الشعور بالذنب من المشاعر الإيجابية؛ إذ قد يكون كبت الشعور بالذنب أمراً قاتلاً فعلاً.
ويقول الخبراء إنَّ الإنسان، وبشكل طبيعي، لا يمكنه كبت مشاعر الذنب بسهولة.
وحتى إن قام الشخص بكبت شعوره بالذنب، فإنَّ حياته لن تكون طبيعية؛ إذ لن يكون قادراً على التصرف بشكل طبيعي.
ويمكن للحالة النفسية أن تتأثر، وبشكل كبير، عندما تتملكنا هذه المشاعر.
ويقول الخبراء إنَّ الأمر يزداد سوءاً عندما يرى الشخص أنَّ الشريك لم يؤذه أبداً، بل إنه حرص على إسعاده.
وفي هذه الحالة، يبدأ ضمير الشخص هنا بالتحرك وترتفع لديه مشاعر الذنب.
ولذلك يكون من الأفضل أن تعترف للشريك بما قمت به؛ فكلما طالت مدة الكتمان زادت المعاناة.

السبب الثاني للاعتراف: لكي تكون بعيداً عن جنون «الارتياب»
إنَّ قول الكذب يعتبر الجانب الأسهل في المسألة، إلا أنَّ الجانب الذي يجب أن تحاول مواجهته هو التعايش مع هذه الكذبة.
ولا يكون من السهل أبداً أن تتعايش مع الكذبة؛ ففي حال قرّرت ألا تخبر الشريك بخيانتك له فإنك ستحاول دائماً، وباستمرار، «التدقيق» من حولك للتأكد من أن لا شيء سيظهر فجأة و»يكتشف» أمرك.
ويقول الخبراء إنَّ الشخص في هذه الحالة لن تكون حالته النفسية مرتاحة؛ إذ إنَّ الشخص هنا يكون دائم الشك، فهل سيكشف أمره؟ وكيف ومتى يمكن للحقيقة أن تظهر أمامه؟..
يمكن أن يرافق الشعور بالريبة والشك الشخص إلى أقصى درجاته. وهنا يكون الاعتراف للشريك بالخطأ أفضل بكثير.

السبب الثالث للاعتراف:
أن يسمع شريكك اعترافك له بالخطأ الذي ارتكبه أفضل من أن يسمعه من غيرك
على الرغم من أنَّ الأمر يكون صعباً فعلاً على الطرف الآخر، إلا أنَّ قول الحقيقة يكون أفضل بكثير من «الكذب»، والذي لا يمكن أبداً أن يأخذ اللون «الأبيض» ويظهر بريئاً.
وفي حال أراد الشخص أن يحافظ على الشراكة الزوجية ولا يودّ الانفصال، فمن الأفضل عليه أن يعترف هو بنفسه للشريك بالخطأ الذي ارتكبه، كما أنه من الأسهل على الطرف الآخر أن يتقبّل الخيانة في حال اعترف الشريك بذاته وعبّر عن استيائه بالخطأ الذي ارتكبه وأنه نادم فعلاً على هذا التصرف.
ويقول الخبراء: في حال علم الشخص بخيانة شريكه من أحد الأشخاص غير شريكه، فإنَّ العواقب لن تكون إيجابية أبداً. والأهم من ذلك أن يتذكّر كلّ شخص منا أنه من الضروري أن نكون مسؤولين عن أخطائنا وأن نتمتع بالشجاعة ونعترف بها.