مشطٌ يغازل أحداق خصلاتها ويروي أوردة المرآه ...
يعاود اقتطاف الزنبق من على ملامح المساء ...
ليداعب من بعد جهد المسك أطراف عناق الجدائل ...
صورةٌ لا تشبه فوتوغرافية العشق الساحره ...
لكنها ترتسم على محيط شرفاتها تاركةً حمرات الشفق ...
هناك وعلى بعد ليالٍ من ضياءٍ مترنح الملامح ...
سقتني ابتسامتها أنانية الحياة واعتياد الفناء فيها ...
لم أكن حائكاً من سلالة البنفسج ...
لكنني تعلمت كيف أصطف مع ملوك الورد ...
في مائدةٍ مليئةٍ بعذارى يعشقهم الندى ...
تعلمت كيف أدرس سيادة الجنون في مخيلتي ...
حتى تعتلي منصة خمائل التويجات ...
تعلمت من زبد البحر انتقاء شاطئ الاشتياق ...
فعناق الشاطئ لا يتكرر في حجرات القلب ...
وبدائيات المشاعر حينما تلوكها همجية الوفاء ...
أدرسها قافيات الهمس لتتعرى من جهلها ...
امرأةٌ كانت قطرات النبع تقطف ابتسامتها ...
وتبعث إلى يتامى الشوق قبساً يعتنق آمالهم ...
مكحلتها نثرات العود ...
وكحلها المساء على أخاديد صباحٍ تستنشقه الشواطئ ...
في أمومة روعتها أطفالٌ لا يزالون في رحمها ...
يرددون أناشيد الفجر على حواء الشموس ...
ويسهرون على جمرات الشغف في باطن أحشاءها ...
حينما تمسك بالوردة يفوح من أنامل الوردة العطر ...
ويعبق جو رومانسي النسائم على جسدها ...
وحينما تلوك الشفق بين شفتيها يقطر أبجديات مساء ...
يتداعى اليوم تحت أقدامها ليعلن الخضوع ...
امرأةٌ من زمن البداوة ترمقها جفون اليمامة لتزيدها روعه ...
في خاصرة جيدها تتكئ مفردات الشعراء ...
قافيةٌ في مشيتها ، تعطي لوزن الأنوثة إجلال القصيدة ...
امرأةٌ لا تدعو لضيافة حلمها سوى الحنين ...
وعشائر الصدق من وفاء وكبرياء الشموخ ...
إن صمتت تدرك في صمتها بوح الشفاه فتعشق ...
وإن ابتسمت تساقط اللؤلؤ على شرفاتٍ من مرايا ...
يديها براءةٌ تتغشاها طفولة لا تتعدى الحب ...
في مشكاة أناملها يكمن وطن الشفافية ...
ورواياتٌ من ذكريات القمر وبدايات الجمال ...
امرأةٌ في نحر أحداقها وطن الأحجار الكريمة ...
تنسدل من أعالي أقاصيص الماس ...
ترصع شوارعها مدنٌ من فضه ...
وذهبٌ مسفوك الأوردة يتشح ابتسامة عينيها ...
يعطي لأكثر الشموس ألواناً من قوس قزح ...
وفيروزاً لا ينتمي سوى لأنوثةٍ تعاقر ملامحها ...
امرأةٌ تسخر من الألم حتى يتناثر رماده نسيان ...
وترسم بفرشاة أناملها حيزاً من ظلال الهدوء ...
ذا طابعٍ أرستقراطي النبضات ...
وفنتازيا تنهمر من بين ابتسامتها لتختلط بالسطور ...
موعدها مع القمر يخلو من وثنية العشاق ...
وشرك الأقلام في أحفاد الأبجديات ...
تأتيك من وصف الزيتون وأشجار الكرز البرية ...
كالنخل تبقى متى داهم أنوثتها خفقات الحزن ...
تزداد جمالاً حينما تسقيك مدامعها ...
تبدوا في رسم بيكاسو خطوطاً من صنع القلوب ...
وفي براءة الوجود من خلق الرحمن ...
أميةٌ في عطاء الظلم لا تستسيغ أوردتها ما ينزف ...
تجادلك بأكثر الحسن شفافية لتغزلك في صدقها ...
امرأةٌ اعتاد الزمن أن يقبل أنفاسها قبل الرحيل ...
والعطر اعتاد همس نبضاتها قبل أن تنثره ...
وقارورة الشوق التي تحتوي أسرار ذكرياتها لا تهرأ ...
تفوح من وجد البراري رومانسيات الأعين ...
وبقايا من حسناوات شعراء الحب الأصيل ...
سيدةٌ تعلنها أفواه الأقلام بين أجساد الأنامل ...
وتخطبها أمهات القصائد لأبناء كلماتها ...
سيدةٌ لا يخاطبها حبر الشوق إلا من خلف حجاب الخجل ...
ولا ترتمي الأشواق على كتفيها دون استئذان ...
سيدة حبٍ من درجة الحب الاستثنائية ...
تكتب بكفيها الحب وتعانقه بكف ما رسمته في القلوب ...
رائعةٌ لدرجةٍ تتخطى في همسها عذارى الكلام ...
وضيافة الصمت حينما تخاطبك بصمت الورد شفتاها ...
دمشقية الملامح بغدادية العود من أطلال الإسكندرية ...
مهدها في ملامح فيروز وعذوبة كلمات الرصافي ...
زمن بلقيس وورود بيروت وسحر اليونان