حالات صحية تمرُّ بنا.. ما هو سببها وكيف نواجهها؟

قد تبدو بسيطة، ومن «غير الضروري» الاهتمام بها. ولكن، إلى أيِّ مدى يمكننا أن نعتبر أنَّ هذه الحالات الصحية «البسيطة» التي تنتابنا من وقت إلى آخر، بسيطة فعلاً ولا تتطلَّب منا أيَّ اهتمام؟.
مَن منّا لم يشعر بين فترة وأخرى «بطقطقة» في الفك أثناء تناول الطعام، أو لم يشعر أبداً بحالة برودة اليدين على الرغم من عدم شعوره بالبرد بشكل عام.

كثيرة هي الحالات الصحية التي تبدو بسيطة، والتي يمكن أن تنتابنا من فترة إلى أخرى.
ولكن، هل هي فعلاً «بسيطة» كما تبدو، أم أنها إشارة إلى حالات صحية مهمة يجب الانتباه إليها؟.
يقول الخبراء، إنَّ هناك بعض الحالات التي تنتابنا من فترة إلى أخرى من دون أن نعرف تماماً ما هو السبب الأساسي من ورائها.
ولأنها يمكن أن تبدو لنا بسيطة ولا نعلم سببها تماماً، فإننا نميل وبشكل طبيعي إلى إهمالها، معتقدين أنها يمكن أن «تختفي» لوحدها.
إلا أنه من الضروري أن نتعرَّف وبشكل دقيق إلى أسباب هذه الحالات الصحية «البسيطة».
كما أنَّ كلَّ «حالة» يمرُّ بها الجسم يمكن أن تعدَّ إشارة إلى حالة صحية ما داخلية يعاني منها الجسم.
وعلى الرغم من أنها لا تكون خطرة في بعض الأحيان، إلا أنه من الضروري عدم إهمالها، لكي لا تتفاقم وتتطوَّر بشكل سلبي يصعب بعده السيطرة عليها.
ولذلك، قام الخبراء بتحديد الحالات الصحية التي تبدو بسيطة، وقدَّموا التفسير الطبي لها والطرق الأفضل لمواجهتها.

الحالة الصحية البسيطة الأولى
الشعور بجفاف العين
يمكن أن يشعر الكثير من الأشخاص بجفاف في العين، من دون معرفة سبب هذه الحالة، وغالباً ما يتمُّ إهمالها.
ما هي الأسباب؟
يمكن للتحديق لفترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، أن يؤثِّر في درجة رطوبة العينين، ويشعرنا بجفاف العين.
ويقول الخبراء، إنَّ المكوث لفترة طويلة في الأماكن التي ترتفع فيها نسبة البرودة أو الجفاف، إلى جانب الأماكن التي تكثر فيها نسبة الرياح، يمكن أن يزيد من تبخُّر غشاء الدمع في العين.
هذا وإنَّ تناول بعض الأنواع من الأدوية يمكن أن يجفِّف العين، كأدوية الآنتي هيستامين والأدوية المقاومة للاكتئاب.
ما الذي يمكن فعله؟
من الضروري أن لا يتمَّ إهمال هذه الحالة. وفي حال كنت مضطرَّاً إلى المكوث في الأماكن التي تتَّسم بالجوِّ البارد أو التي تكثر فيها الرياح، حاول أن ترتدي النظارات الشمسية التي يمكن أن تحمي العين من الشعور بالجفاف.
كما أنه من الضروري أن تتجنَّب الجلوس لفترات طويلة غير متقطعة أمام شاشة الكمبيوتر.
أما خلال ساعات العمل الطويلة، والتي تكون فيها مضطرَّاً إلى متابعة العمل على هذا الجهاز، فحاول أن تبتعد ولو بضع دقائق عن شاشة الكمبيوتر، وذلك لتريح عينيك قليلاً وتخفِّف من حالة جفاف العين.
ويقول الخبراء، إنه في حال أصبحت هذه الحالة مزمنة إلى حدٍّ ما ولم تخف أبداً، فإنه من الأفضل زيارة الطبيب المختص.
إذ يمكن وفي بعض الأحيان أن تكون هذه الحالة إشارة إلى وجود مرض في العين يجب عدم إهماله.

الحالة الصحية البسيطة الثانية
الشعور ببرودة في اليدين
قد نشعر في بعض الأحيان ببرودة في اليدين، على الرغم من عدم شعورنا بالبرد بشكل عام.
ما هي الأسباب؟
يمكن أن يعدَّ التوتر والقلق والخوف الشديد من أهم العوامل التي تسبِّب برودة الأيدي.
وقال الخبراء، إنَّ الإجهاد النفسي والقلق يمكن أن يؤثِّرا وبشكل كبير في الجهاز العصبي في الجسم، ما يؤدِّي إلى انقباض الأوعية الدموية.
وبذلك، فإنَّ هذه الحالة تكبت حركة الدورة الدموية إلى اليدين.
وفي الكثير من الأحيان، يمكن أن تكون برودة الأيدي من السمات الشائعة لدى بعض الأشخاص؛ حيث تكون الدورة الدموية لديهم وبشكل طبيعي أبطأ مقارنة بغيرهم من الناس.
في حال كنت تعاني من تشنُّج في الأصابع، إلى جانب فقدانك الشعور بها وتغيُّر لونها إلى اللون الأحمر أو الأزرق، بالإضافة إلى برودتها؛ فإنه من الأفضل أن تستشير الطبيب، خاصة في حال لم يكن سبب هذه الحالة أنك مصاب بالبرد، واستمرَّت بشكل متواصل.
ويمكن في حالات نادرة أن يكون سببها اضطرابات في الأنسجة أو انسداد الشرايين.
إلى ذلك، يمكن أن يتأثَّر الجسم أحياناً ببعض أنواع من الأدوية التي تتناولها.
ما الذي يمكن فعله؟
في حال كان الإجهاد النفسي هو السبب الأساسي، حاول أن تتنفَّس بعمق لمدة عشر دقائق على الأقل.
كما أنه في إمكانك هنا أن تتبع أيَّ تكنيك يساعد على إرخاء الأعصاب وإراحتها؛ كممارسة المشي على سبيل المثال، أو الجلوس في الحديقة العامة وتأمُّل الطبيعة لمد عشرة دقائق على الأقل.
أما في حال لم يكن هناك أيُّ سبب واضح لبرودة الأيدي، إلى جانب أنها تحدث معك بشكل متكرِّر، فإنه من الضروري إبلاغ الطبيب.

الحالة الصحية البسيطة الثالثة
الشعور بـ «طقطقة» في الفك أثناء تناول الطعام
يمكن أن يشعر الكثير منا بـ «طقطقة» في الفك عند تناول الطعام، ولكن ما هو سبب هذه الحالة الصحية؟.
ما هي الأسباب؟
عندما تشعر بـ «طقطقة» في الفك، فإنَّ ذلك يشير إلى أنَّ المفصل الذي يجمع الفك بالرأس لا يتحرَّك بالشكل السلس والهادئ الذي يجب أن يتحرَّك به.
ويقول الخبراء، إنَّ هذه الحالة يكون سببها صرير الأسنان، وفي بعض الأحيان يكون سببها عدم اصطفاف الأسنان بالشكل المناسب.
كما أنَّ حالات الإجهاد النفسي يمكن أن تزيد المسألة سوءاً، خاصة في حال كنت معتاداً أن تُطبق أسنانك بشكل محكم عندما تمرُّ بحالات من التوتر، وخاصة أثناء الليل.
أما في حال رافق «الطقطقة» ألم في الفك، فإنه من الضروري أن تقوم بزيارة الطبيب المختص.
ما الذي يمكن فعله؟
من أهم الأمور التي يجب أن تقوم بها عندما تمرُّ بهذه الحالة، هو محاولة الشعور بالهدوء قدر الإمكان.
وحاول أن تريح عضلات الفك.
ومن الضروري أن تبتعد قدر الإمكان عن تناول «العلكة»، بالإضافة إلى ضرورة تجنُّب الأطعمة التي يصعب مضغها.
هذا ويجب تجنُّب اصطكاك الأسنان سواء أثناء النوم أم أثناء اليقظة.
أما في حال لم تكن قادراً على تجنُّب الاصطكاك أثناء الليل أو رافق «الطقطقة» شعور بالألم، فيفضَّل أن تستشير الطبيب

بقلم الآنسة فداء حلاوة ..